Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

كيف تعالجين سذاجتكِ؟

إذا كنتِ تقرأين هذا المقال الآن، فأنتِ على وشك أن تدخلي في مواجهة مع جانب من نفسكِ ربما تتجنبين التفكير فيه:

السذاجة.

قد تكونين صاحبة نوايا طيبة أو مثالية تنظر للعالم ببراءة، لكن دعيني أصدمكِ: السذاجة ليست براءة.

هي أحيانًا الحفرة التي نقع فيها لأننا ❌ نثق بسهولة، نصدق دون تحليل، أو نتسرع في الحكم.

دعينا نغوص معًا في أعماق هذا الموضوع، ليس فقط لفهم السذاجة، ولكن لمعرفة كيف نتحرر منها خطوة بخطوة، لنصل إلى نسخة أقوى وأذكى من أنفسنا.

ما هي السذاجة؟

قبل ما نبدأ في علاجها، لازم نفهمها.

السذاجة هي خليط غريب من افتراضات خاطئة عن الناس أو الأحداث، وثقة مفرطة في العالم بدون استناد لأي حقائق. هي حالة من الطيبة الزائدة الممزوجة بقلة الوعي أو الخبرة.

مثلًا:

  • تعتقدين أن الجميع أصدقاءكِ، وأن النوايا دائمًا طيبة.
  • أو أن الحياة ستسير كما تخططين لها دائمًا، لأنكِ “شخص طيب” و تصلين الفروض الخمسة بانتظام و تصومين وتتصدقين.

النتيجة؟ تصدمي عندما يثبت لكِ الواقع عكس ذلك، فتفقدين الثقة بنفسكِ وبالله وبالآخرين.

السذاجة ليست مجرد عدم معرفة؛ إنها أيضًا رفض للوعي الحقيقي بما يدور حولك.

هل السذاجة عاهة دائمة؟ لا، السذاجة ليست سمة دائمة. هي حالة مؤقتة يمكن تجاوزها بالتعلم والنضج. الفرق بينكِ الآن وبينكِ بعد سنة من الوعي هو الفرق بين أن تكوني رهينة لظروفكِ وأن تكوني قائدة لحياتكِ.

مثال عن السمات الدائمة : الغباء والجهل المركب.

السذاجة: بين الطيبة والحماقة

كم مرة قلتي لنفسك: “أنا طيبة زيادة عن اللزوم، والناس تستغلني”؟ خليني أقولها لكِ بصراحة: الطيبة لا تعني السذاجة. المشكلة تبدأ عندما:

  • تثقين بسرعة: في أشخاص لا يستحقون.
  • تتنازلين عن حقوقكِ: لأنكِ لا تريدين إزعاج أحد.
  • تتجاهلين الإشارات الواضحة: خوفًا من أن تبدو قاسية.

الطيبة الحقيقية هي القوة الناعمة، هي أن تعرفي متى تكونين لطيفة ومتى تكونين حازمة. أما السذاجة، فهي أن تظني أن الطيبة تعني السماح للآخرين بالعبور فوقكِ.

أعراض السذاجة: كيف تعرفين أنكِ ساذجة؟

إذا وجدتِ نفسكِ تقومين بأي من هذه الأمور، فقد حان الوقت لإعادة التفكير:

  1. الوثوق السريع: مثل إعطاء أرقامكِ الشخصية لأشخاص بالكاد تعرفينهم. او تفضفضي للناس عن حياتك الشخصية. (تسليمهم نقاط ضعفك تسليم مفتاح!)
  2. التعميم السريع: إذا رأيتِ شخصًا لطيفًا مرة، افترضتِ أنه دائمًا كذلك.
  3. تجاهل التحذيرات: مثل صديقة تحذركِ من علاقة، ولكنكِ تصرين على رأيكِ. لا ترين الريد فلاغ.
  4. الهروب من المواجهة: لأنكِ تخافين من فكرة “أن تكوني غير لطيفة”.
  5. إحسان الظن المفرط: حتى عندما تظهر الأدلة الواضحة ضد الشخص.

السذاجة تظهر بألف شكل، لكنها في النهاية تقودنا دائمًا لنفس النتيجة: الشعور بالخذلان والإحباط.

لماذا نحن سذج؟

السذاجة لا تنشأ من فراغ. هناك أسباب تجعلها متجذرة فينا، منها:

  1. التربية المثالية: إذا نشأتِ في بيئة تُصور العالم كمكان وردي جميل، فقد تواجهين صعوبة في تقبل الجانب القاسي منه.
  2. قلة الخبرة: خصوصًا إذا كنتِ صغيرة في السن أو لم تمرّي بتجارب حياتية قاسية. واهلكِ حامين جداً لكِ.
  3. الخوف من الصراع: السذاجة قد تكون وسيلة للهروب من مواجهة المواقف الصعبة.
  4. البحث عن القبول: قد تخافين أن تكوني حازمة حتى لا تخسري حب الناس.

كيف تعالجين سذاجتكِ؟

لنكن واضحين: السذاجة ليست مرضًا، لكنها نقطة ضعف يمكن تقويتها. إليكِ الخطوات العملية لعلاجها:

1. اعترفي بوجودها

أول خطوة للعلاج هي الاعتراف بالمشكلة. لا تخجلي من أن تقولي لنفسكِ: “نعم، أنا ساذجة أحيانًا”. هذا ليس ضعفًا، بل شجاعة.

2. توقفي عن التسرع في الأحكام

العرب يقولون: “لا تحكم على الكتاب من عنوانه”. لا تحكمي على الأشخاص أو المواقف بناءً على انطباعات سطحية. خذي وقتكِ لجمع المعلومات قبل اتخاذ قرار.

3. افهمي أن ليس الجميع طيبون

العالم مليء بالطيبين، لكنه مليء أيضًا بالاستغلاليين. وكل طيب سيجذب استغلالي. وكل استغلالي سيجذب طيبين.

لا تخافي من أن تكوني واعية بما يدور حولكِ. كوني حذرة دون أن تكوني مشبوهة.

4. دربي نفسكِ على قول “لا”

من أصعب الخطوات لكنها الأكثر فاعلية. لا توافقي على أي شيء لا تشعرين بالراحة معه. قول “لا” لا يعني أنكِ شخص سيئ؛ بل يعني أنكِ تحترمين نفسكِ.

5. تعلمي من أخطائكِ

كل مرة تصدمي من موقف أو شخص، اجلسي مع نفسكِ واسألي: “ماذا حدث؟ لماذا لم ألاحظ؟ كيف أتجنب ذلك في المستقبل؟” التكرار دون تعلم هو قمة السذاجة.

6. لا تهربي من المواجهة

الهروب من المواقف الصعبة لا يحميكِ، بل يطيل عمر المشكلة. واجهي الواقع بجرأة، حتى لو كان مؤلمًا.

7. استثمري في نفسكِ

تعلمي، اقرئي (كما تفعلين الان مع مقالنا!) اجمعي معلومات. كلما كنتِ أكثر وعيًا، كلما كنتِ أقل عرضة للسذاجة.

السذاجة في العلاقات العاطفية

أكثر منطقة يظهر فيها السذاجة هي العلاقات العاطفية. كم مرة وقعتِ في حب شخص وتغاضيتِ عن إشارات واضحة على أنه ليس مناسبًا؟ هنا تظهر السذاجة في:

  • تصديق وعود بدون أفعال.
  • التفكير بأن الحب سيغير الشخص.
  • التمسك بعلاقة مؤذية خوفًا من الوحدة.

علاج السذاجة هنا يبدأ بـ احترامكِ لنفسكِ ومعاييركِ. بـرفع استحقاقك. إذا كنتِ لا تحترمين ذاتكِ، فلا تتوقعي من أي شخص آخر أن يفعل.

رسالة أخيرة

عزيزتي، السذاجة ليست جريمة، لكنها دعوة للتعلم. لا تخافي من مواجهة أخطائكِ أو التعامل مع جانبكِ الساذج. كلنا نبدأ من هناك، لكن النضج الحقيقي يكمن في تجاوز تلك المرحلة.

في نهاية اليوم، كوني قوية، كوني واعية، وكوني دائمًا مستعدة لتطوير نفسكِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!